الاثنين، 15 نوفمبر 2010

ابتسم

إن يكن يعتم في القبو ،
الظلام
وتموج الريح في الأفق ،
وينهار المدى
تحت أقدامك في الليل وتبدو
شرفات الليل كالقار ،
ويشتد على قلبك وقع العاصفة
وانطفت أضواء هذا الكون في العين ،
وذابت
في هباء الأرصفة
وبدا الكون كأن لم يعرفك
وغدت تنكرك الأعين ،
من رهبتها
وسرى اسمك كالتهمة في
كل مكان
وبدا حارسك الأبله موتوراً غبياً
فابتسم للأعين البله ، فقد صرت نبياً .

*****
إن بدا في الليل ظل الحارس الأبله
كالطود ، وعضت
لحم زنديك القيود
وحصى الحارس أنفاسك في السجن
وروًى
دمك الدافيء أقدام الجنود
وتعرت
بين أضلاعك آلام الجراح
فأبتسم للجرح و امض
ضاحك العينين والروح ، فهذا
من تباشير الصباح .

*****

إن بدا حملك تنهد الجبال
من رؤى وطئته الكبرى ، وفاضت
في سكون الليل عيناك ،
بأشياء الحَزن
ثم لم يسمعك الكون الذي نام
ولم يسند رأسك ،
وانطفى البارق في العتمة مرتاعا ورنت
في المدى الموحش آهات الشجن
فأبتسم للحزن في الليل ،
فقد صرت وطن .


بنغازي 1979