الثلاثاء، 4 مايو 2010

مذكرات

و أنا مستسلماً أنتظر الموت ، وقلبي
لم يزل يكتب في صخر بلادي
لمدى عينيك يا نجم السفر
حبنا لا بد أن يزهر ، والليل البهيم
خلفه أضواء الصباح
*****
وليكن لا بد من أن يعتم الليل ،
وأن تعوي الرياح
مرة في كل سهل وجبل
سوف نمضي فوق كف الموت يا هذي الجراح
بطلاً إثر بطل
*****
عدتي في ساحة الحرب
قصيدة
وأغان قالها العمال في كل بلد
" يسقط الفاشست " وليمض الزمن
يا مسوخ الهتلريين القساة
*****
البغي الميت العينين يستجدي بغيه
رب كم تحرق قلبي هذه النار الخفية
والخيول البربرية
لم تزل تركض في الصحراء
ما زال الغزاة
أبداً يأتون في كل زمان
*****
حينما أينع شوك القهر ،
في وجه الزمن
حينما أوقد كف الليل قنديل المحن
حينما جهز السلطان ،
أسلاك الكفن
حينها ازددت التصاقاً بالوطن .
*****
عبرت من قبلك الشمس وأفلاك السماء
وملايين من الجرذان والخيل ،
وقطاع الطرق
ثم ماذا ؟
لم تزل تحلم بالريح ،
السفينة
آه يا هذي السنين الفاجرة
لم تزل تحلم بالريح السفينة .

23 / 05 / 1970

منشور

أصدقائي ..
قبل أن تورق أطياف السراب
في فؤادي
واحة مسحورة في كل باب
أوصدت أقفالها دوني المحبة
للحقيقة
لا تمروا
ولتظلوا صامدين
إن من ينفخ في الأجداث روحه
لتحيل العتمة السوداء نور
وتغني للملاين الفقيرة
كي تثور
دمرت أحرفه كهف الزمان
وطواغيت الزمان
أصدقائي ..
ربما يمضي علينا
ألف عام دونما حقل ودار أو ربيع
ربما لا نستطيع
في عصور الموت والسخرة أن نخطو جميعاً
ذلك السد المنيع
ربما كبل أقدام الرفيق
ذهب الدنيا ، ورب الموت جاء
كالحريق
لا تمروا فالطريق
ساحة تترى بآلاف الجثث
غرهم من دس في الخبز المدمى
والأكاذيب والوعود
والنقود ...
حتفهم


مايو 1986

الاثنين، 3 مايو 2010

رباط العنق

لا تقل بعد رمانا
العشق في الحانة أشباحاً هزيلة
نحن لا نملك أن نختار في دنيا بخيلة
غير شكل الموت ملفوفاً ،
بأوراق الصحف
وعلى بوابة الجمرك أحلاماً نبيلة .

*****

يعدم العاشق مخنوقاً بخيط النور ،
في أول بدء الملحمة
وعلى سترته البيضاء كالعادة حكم المحكمة
نحن لا نعرف شيئاً عن تواريخ القضية
لا ولا نعرف ماذا
يوقف الساعة في الميدان غير البندقية

*****
لم يكن أكبر من أصغر شيء ،
كان كالقطرة في بحر ، وكاللحظة ،
في مليون عام
ويغني !
- آه ما أتعس أن تفتقد الشمس
- وجوه الأصدقاء

*****
وحكى عن روعة اللون الذي يغمر ظل ،
الصورة الأخر عن وجه القرابة
بين عقب التبغ في المطفأة السوداء ، والفكرة ،
والليل المهيب
قال إن الشمس لا تحفل بالموتى وإن الأغنية
كلما تحبس في القلب تطيب .
*****

آه ما أتعس أن يفتقد المرء
وجوه الأصدقاء
قال للجلاد في بوابة الجمرك إن السيف ،
لا يصبح قيثاراً وإن الأغنية
كلما تسجن تصبح رائعة .
قال – واللوعة في عينيه – من ذا ؟
يعدم العاشق مخنوقاً بخيط النور في أول بدء المحكمة
وعلى تابوته الأخضر يلقي الياسمين
ولماذا كلمات الملحمة
كلما مات مغنيها على بوابة الجمرك منفياً وحيد
وجدت في كل بيت
عاشقاً يحلم باللحن الجديد

*****
عقرب الساعة في مينائه المائل نحو التاسعة
عقرب الساعة في الميناء ، والقرن الجديد
مات ، والساعة في الميدان نحو التاسعة
لا تقل - بعد - رمانا العشق في الحانة
أشباحاً هزيلة
نحن لا نملك أن نختار في دنيا بخيلة
غير شكل الموت ملفوفاً ،
بأوراق الصحف .


نشرت بتاريخ 07 / 10 / 1970

سقوط السور

" غداً تحبل الفكرة الداعرة "
- يحدثني صاحبي من وراء ،
جدار الزنازين في ليلة من الليالي ،
بلا اسم
كانت قُبيل اختراع الزمان
وتطرق قبضته الحائط الصلب ،
يهتف بي – هه .. أتسمعني ؟
سوف تحبل في خوذة الحرس الفاجر الآن فكرة
- وأحمل صوتي له من وراء ،
الجدار
" أتسمعني ؟ ربما قرر الآن أن
يمتطي الريح ،
يفتح أسوار عكا ،
- ويفتح في آخر الليل فاه
- لماذا يشب الحرس ،
عند الزنازين في أول الليل،
ثم يشيخون في ،
أخره ؟ .

الأحد، 2 مايو 2010

السر

الليل والمذياع والأنباء
وباعة الهتاف للسلطان والشتاء
لما يجيء فارغاً ،
رياحه بكاء
يختض في صدورنا ، وغيمه شجن
يمطر في عظامنا الرماد والمهانة
وكل ما في جوف هذا الغيب من أشياء
تخبرني بأنني أموت ذات ليلة
باسم من في حبهم تحصدني المناجل
بسيف من لأجلهم أناضل
و ينطفي الشهاب في بحيرة السكينة
وتذبل الزهور فوق الصخرة اللعينة
أحس - يا رفيق - أن هذه المدينة
– المومس الهلوك في مضاجع القراصنة –
أحس أن عريها
أسوارها
أضواءها
تعيش ساعة الغروب موتها الأكيد
وحينما توقظها البغال والديوك
وبائعو الفكر والكلاب في الظهيرة
تعود تحت قبة السماء
ذبابة تطن فوق الجثة الأخيرة
يا ألف آه
يا بيضة تفقس في براثن الغزاة
فلتعزفي الأغنية القديمة
فكل مسخ نجمة
تدور في مجرًة الهزيمة
يا ألف ألف آه
الليل والمذياع والأنباء والغزاة
عادوا مع غروب الشمس دونما غنيمة
فكل مسخ نجمة
تدور في مجرة الهزيمة .
نشرت بتاريخ 20/ 06 / 1970

الضحية

ميت تنهشه العقبان ، يستجدي جنازة
ميت في قرية الأموات ، ماتوا من سنين
حاملو النعش ، ومتلو الصلوات
والبلى ، والدود في القبر ، وحفار القبور
ثم ماذا ؟
أنت ذا جئت مع الريح وحيد
بعد أن ذاب الجليد
وانتهى المأتم ، غاب الليل ، وانفض الضيوف
وتوارت في صدور ( الأخوة الموتى ) السيوف
ميت تنهشك العقبان ، تستجدي جنازة
رب ماذا لو تعود ،
فوق سور السجن أسراب القطا
والمسا يرسم في القلب جراحا
ثم أبكي ،
في سكون الليل أستجدي جناحا
أين من ألقاك في الجب وراحا
يلصق النعي على الجدران ، يستفتي النجوم
والصدى يوغل في الوحشة ؟ يا سور المحال
ما الذي يجعل عينيها مرايا
فترانا
من وراء الموت أنصاف بغايا
و نواطيراً من القش وغيماً ودخان ؟.

نشرت بتاريخ يوليو 1969

السبت، 1 مايو 2010

رؤيا

ببلدي جراحك ، والمساء
والريح تعول في قراك البيض تعول ، والنجوم
فحماً ، وعيناً من أحب ركام طين
بالأمس كنت مع الظلام ،
ومع الرؤى الحمقاء تركض في الدروب بلا سهول
وبلا جبال أو قرى بيضاء أو شفق حزين
أو مخبرين .
بالأمس كنت مع الرؤى الحمقاء تركض في الدروب
لك مثل ما للآخرين فم ، ومثل الآخرين
عريان تركض في طريق العسف ..تركض والنجوم
فحم ، وعينا من أحب ركام طين .
**
أعرفت ليلة أمس ماذا أن تكون بلا رفيق
وبلا نصير في طريق العسف تقهرك الهزيمة
كالآخرين
تجري ويطلبك القضاة بلا جريمة
فوددت لو أن السماء
تندك ، لو أن الزمان بلا مساء
كي لا أنام
وأراك تخلع في جناح الليل وجهاً مستعار
وأراك تحت ضراوة الرؤيا دخاناً دون نار
**
عاد الخطاب
قالوا سدى ما كنا نبحث عنه ظل بلا مكان
وبلا زمان
حزم من الأحلام تعبر في سفائن لا تعود
قالوا بحثنا في الموانئ والسجون
وعلى حدود الموت والدم والخطيئة والجنون
لم نستدل عليه يولد أو يموت
واه كخيط العنكبوت
لا تسحقوه
قولوا رأينا ظله الأبدي ، قولوا ما يزال
عبر الكوى العمياء يوقد من أصابعه النجوم


نشرت بتاريخ 10 / 08 / 1969

تذاكر للجحيم

(1)

وتخضل عبر الأسى والدموع التي ملأت ،
جفنة الخمر،
من ذا يحطم قفل المدينة ؟
يرى وجه قاتله الميت الحي خلف القناع ،
وخلف وجوم العيون الحزينة ؟ .
يحدثني الصوت أن السيوف التي مزقت هامة الشُمر
عادت لتستل قلب الحسين
وأن الذئاب التي افترست قاطع الدرب ،
عادت لتفترس العابرين.
رفيقي السيوف الذئاب المدينة
تحدق عبر العيون الحزينة .

(2)

عقم الحجارة والعيون
عادت بلا فجر تحدق والضحية والجناة
في عتمة الملهى ، وصوت النادل السمج " الخيوط
من ذا يحركها فيكسب؟ " والمقاعد والشهود
والليل ، والقمر المعلق في المدينة ، والكلاب
تعوي وأحذية الرجال الجوف تعبر ، والضباب أبداً
سيحضنك الضباب .

(3)

ويهزأ عبر ثقب الباب سجّاني
غداً في هذه العتمة
غداً في حزمة ( الشوفان ) تحرق دونما رحمة
عذابك قبل بدء الموت يقتلني
أنا من أجل أن تبقى
عيونك في جبين الشمس أقتل دونما رحمة
لماذا الليل والعهر،
وأحذية الرجال الجوف تعبر هذه الزحمة ؟ .

(4)

اقتلني وامسح خنجرك الدامي في وجه الشمس
ولتكتب اسمي في قائمة المشبوهين
ها أنا أكشف أوراقك أقلبها
فالدن المكسورة لن تملأ ، والسيف الذهبي
كالحربة يقتل ، والميتة في سجن القيصر
كالميتة تحت سنابك خيلك .

( 5)

من ذا يحطم غربتنا ؟
في الليل يسحق ذلها العاري
يا مومساً مدت لكل فم
شفة تفجّر جوعها الضاري
أفعى يراقصك الحواة سدى
فغداً سيطفأ رمحك الناري .


نشرت بتاريخ 10/ 1 / 1970

الدوامة

صاح مازلت تغني ،
للأسى طاحونة الحزن العميق
لم نزل نحلم بالكنز الغريق
فتبدلنا مع الفجر جراحاً وقيود
وانتهينا ،
في مدى الأفق سيوفاً خشبية
ومساء أبيض الظلمة يجتاح البيوت
سيدي ماذا علينا
فالصدى يرتد في المعبد حيناً ويموت


في ليالي الكرنفال
صاح لا تبصر في المرآة وجهك
قبل أن تسقط في الوحل وتمضي
أبداً مثل بهيمة
قبل أن تظهر في كفيك آثار الجريمة
فلتبع مجدك في السوق الكبير
ولتغن ،
لفتى يقرأ كف الغيب .. للفصل الأخير.
يا جواد الحلم الوردي لا تمض بعيداً .
نحن لم نمض بعيداً
نحن لم نبق شعاعاً ، والشتاء
مقبل عبر غبار الأحذية .


نشرت بتاريخ 11/10/1969